القراءة

السلام عليكم و رحمة لله و بركاته

من منا لا يريد أن يكون مثقف ؟ فالكل يتمنى أن يملك ثقافة ليفيد بها نفسه و غيره ..

يمضي الكثير منا ساعات في قراءة كتب متنوعة في مواضيعها بين علمية و أدبية .. نستمتع بقراءة الكتب و نبحث عن أفضل الكُتَّاب ، نقرأ روايات و نتأثر بها .. نقرأ كتب عن طرق للنجاح مثلاً و نطبقها .. نقرأ كتب أدبية و نستمتع بفصاحة الكاتب و الجميل في الموضوع أننا نحث الناس على القراءة و نرشح لهم بعض الكتب في أغلب الأحيان .. هو شيء جميل جداً فالكتاب خير جليس ، لكن لحظة ...

 للأسف كثير منا ينسى الكتاب الأهم ! الكتاب الذي نزل من الخالق على خير البشر صلى الله عليه و سلم .. الكتاب الذي لن تجد مثله في الفصاحة ، الذي يلم بجميع أمور الحياة و مسائلها و حلولها ، الكتاب الذي يحمل بين صفحاته كلام الله لعباده .. القرآن ♥

يا الله هل يعقل ما نحن فيه ؟

سؤال صريح !! هل فكرت مرة بدل أن تمسك كتاب أو تلعب لعبة أو تقضي ساعات على الإنترنت أن تقرأ ولو صفحة من القرآن ؟؟؟

أسأل سؤال محرج أكثر ؟!

كم مرة ختمت القرآن في حياتك ؟؟؟؟ 1 ؟ 2 ؟ 3 ؟ 10 ؟ 20 ؟ 50 !!! قلييل !!!!

و الله العظيم أنني أستحي من نفسي و من ربي عندما أفكر بيني و بين نفسي كيف أنني أقضي ساعات في اللهو أو حتى اقضي ساعات دون عمل أي شيء و أترك القرآن !!!!

كلام الله !!! نؤجر عند قراءة كل حرف فيه و الحسنة بعشرة أمثالها ..

كثير منا يهجر القرآن و لا يتذكره إلا في شهر رمضان لكن هذا خطأ ! ترك القرآن لثلاث أيام يعتبر من هجره ! كيف لنا أن ندعو للإسلام و نقنع غيرنا بأن ديننا هو الحق إن لم نتمعن بمعاني القرآن و نفهم تفسيره ؟! بل الأهم من ذلك كيف سنشعر براحة القلب إن لم نقرأ  كتاب الله ؟!

القرآن راحة الروح و العقل .. بمجرد النظر فيه يشعر الإنسان براحة أبدية و انشراح في الصدر و السعادة ..

ماذا لو استغلينا أوقات الانتظار أو أوقات الفراغ بقراءة القرآن ؟! سيمضي الوقت سريعاً و تكون قد شغلت نفسك بشيء ينفعك .. و بعد أيام أو إسبوع ستجد/ين أنك ختمت القرآن في أقل من شهر !

طيب ماذا لو قرأنا القرآن بعد كل صلاة ؟ على الأقل صفحة ..

تجربة : السنة الماضية  تحديت نفسي أن أختم القرآن في مدة قصيرة ، كانت مدرستي بعيدة بعض الشيء عن المنزل ، فقررت أن أستغل طول المسافة بقراءة القرآن. كنت أخرج صباحاً و في يدي مصحفي و أبدأ بالقراءة عند ركوبي السيارة رغم أنني أشعر بالدوار عند ركوبها و خصوصاً إن ركزت في شيء ، لكن سبحان الله لم أشعر بأي من هذا عند قراءتي للقرآن .. كانت المسافة بالنسبة لي تقصر و كنت أشعر أن هدوء القرآن قد طغى على إزعاج السيارات و زحمة السير .. و طَبَّقت نفس الشيء في طريق عودتي للمنزل ظهراً . بعد أن أعود للمنزل غالباً ما أنشغل بدراستي لذلك كنت يومياً و بعد صلاة العشاء أجلس على سجادتي و أقرأ ما تيسر لي من القرآن ، أحياناً كنت أختم أكثر من جزء في اليوم الواحد ..

أردت أن أشارك تجربتي لأوضح أن الإنسان لو ترك نفسه لن ينجز ، تسابق أنت و من تحب للخير .. لكن الأهم و المغزى من قراءة القرآن هو تدبر معانيه و فهم ما فيه من أحكام و قصص ، فما فائدة القراءة إن كان الإنسان لا يفهم رسالة الكتاب ؟!

الكل يعرف مدى أهمية القرآن بالنسبة لنا .. فالقرآن يشفع لحافظه يوم القيامة و يرتقي المسلم في مراتب الجنة بكل آية يقرأها بإذن الله .. فتخيل لو أنك تختم القرآن في الشهر مرة .. على مدار السنة ستجد نفسك حفظت كثير من السور لأنك تقرأها و ترددها دائماً ..

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا و جلاء همومنا و غمومنا و نور أبصارنا .. اللهم ذكرنا منه ما نسينا و علمنا منه ما جهلنا