النظارة السوداء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحياة مزيج من السعادة و الحزن ، فلولا الحزن لما شعرنا بجمال السعادة و قيمة الابتسامة في حياتنا ..

تمر على الإنسان لحظات بين الآونة و الأخرى يشعر فيها بالضيق و الحزن .. يشعر و كأن أحداً قد رماه في شارع مدينة مزدحمة ، فوقف في منتصف الشارع بينما يمشي الناس حوله ..

يسمع هذا يصرخ و آخر يضحك و طفل يبكي خلف أمه و رجل يُجري مكالمة هاتفية جادة و هكذا .. و بينما تجري هذه الأحداث و تعلو هذه الأصوات يشعر الإنسان بأنه بحاجة إلى صرخة تطفئ كل هذا الضجيج الداخلي ..

تكون هذه الأيام ثقيلة ، تكاد الساعات أن تعمر فيها .. يفقد الإنسان روحه الجميلة و يطغى عليه شعور الملل كلما هم بالقيام بعمل ما ، يرى أصدقائه يضحكون بينما يجلس هو في الزاوية المظلمة .. فيسأل نفسه : ألا يشعرون ؟

فيعود لمنزله بخطوات ثقيلة و يدخل غرفته بهدوء مليء بالحزن و يجلس ليفكر لعله يجد سبباً لهذا الحزن الذي كسا أيامه فجأة ..

فيدرك وقتها أنه نسي أن يخلع نظارته السوداء !

فيزيلها بهدوء و ينصدم عندما يرى أن اللون الرمادي الذي قضى أيامه الماضية يراه قد تحول لألوان زاهية ، فيلقي نظرة من نافذته ليرى الزهور المليئة بالأشواك كما زعم في الأيام الماضية قد اكتسبت ألواناً جميلة زينت المدينة .. و يرى الناس تضحك فيبتسم لا شعورياً ثم يضحك على الحال الذي عاش فيه في الأيام الماضية.

نظرتك للحياة أنت من تحددها !

فلماذا الحزن إن كان الله قد أنعم علينا كثير من النعم التي تجعلنا نبتسم يومياً ؟!

دمتم في أمان الله و رعايته