عزيزتي أنا
ها قد سال حبر قلمي مجدداً ليكتب لك رسالة ، لكن
هذه المرة سنتبادل الأدوار و سأحكي لك أنا عن ما يجول في خاطري ..
أحياناً لا يكتب الله لأمانينا أن تتحقق في
الوقت الذي نريده ، فننهار و نحزن و قد نبكي طويلاً ، لا نتقبل ما حولنا، نرفض كل
شيء و بقوة حتى قبل أن نجربه ، نصدر أحكاماً خاطئة غالباً ! أستطيع تشبيه ما نمر
به في هذه الظروف بالعاصفة .. فنشعر و كأنها ضربت كل ما فينا فبعثرته و شتته في كل
مكان ، نبحث عن وسيلة لتهدئة قوتها و قد نبتعد في بحثنا عن الحل كثيراً ، مع الوقت
.. نجد أنه لا مجال للهروب و الفرار من الواقع ، و أن أغلب محاولتنا للخروج منه
باءت بالفشل ، فنستسلم (إن صح القول) و نقرر التعايش مع ما نحن فيه .
تمضي الأيام و ندرك أن ما نعيشه ليس سيئاً
بالقدر الذي توقعناه ، و الغريب أننا قد نحقق ما تمنيناه و لو كان بقدر بسيط جداً
.. فنجد أننا نبتسم مدركين أن كل الأمر كان ( خيرة ) .
نعم إنها الخيرة ! قد لا يعرف الكثير منا أنها
تقوينا ، تنعشنا ، تشعل شمعة الأمل فينا ، و الأهم أنها تزيد من محبتها لخالقننا سبحانه
و تعالى ..
لعلك تتساءلين عن كيفية حدوث ذلك صحيح؟
تقوينا بأن تجعلنا أكثر إصراراً على تحقيق ما
نريد ، تجعلنا أكثر قدرة على التأقلم مع أمور خارجة عن نطاق راحتنا ، تشعل شمعة
الأمل بأن غداً أجمل ..
أحياناً تجعلنا نراقب من بعيد .. نراقب البشر
(حتى و إن لم يكن ذلك من طبعنا) و الظروف متسائلين ما الحكمة مِن ما حدث، الجميل
أن بعد "مراقبتنا" هذه نكتشف أننا تعلمنا كثيراً ، تعلمنا كيف نتعامل مع
شخصيات معينة ، كيف نتحاشى المحبطين ، كيف نكون مستقلين بشخصياتنا و تفكيرنا و
مبادئنا ، تعلمنا كيف ننكر الخطأ و ندافع عن الحق ، نصبح أقوى في الدفاع عن ما
نريد ، نصبح أشجع في الاعتراف بأخطائنا.
تعلمنا كيف أن بعض البشر يحكمون علينا و هم لا
يعرفونا ، كيف أن بعضهم يدرك أنه على خطأ لكن لا يقبل بأن يصححه بحجة
"الكبرياء" مثلاً ؟
و رغم كل ذلك .. نتعرف على أناس قلوبهم صافية ،
عفوية ، مُحِبة ، تدخل السعادة للقلب من ابتسامتها ..
قال صلى الله عليه و سلم : " عجبا لأمر المؤمن،
إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن
أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. "
سبحانك ربي ما أرحمك .. و كيف لا يزيد ذلك من
محبتنا لخالقنا ♥
يؤجل الله أمانينا و لا ينساها
فلنكون جميعاً على ثقة أن الله سيحقق لنا يوماً
ما نريد إن كان ذلك خيراً لنا ، لكن في الوقت المناسب ..
No comments:
Post a Comment