Saturday, November 9, 2013

عزيزتي أنا


عزيزتي أنا

ها قد سال حبر قلمي مجدداً ليكتب لك رسالة ، لكن هذه المرة سنتبادل الأدوار و سأحكي لك أنا عن ما يجول في خاطري ..



أحياناً لا يكتب الله لأمانينا أن تتحقق في الوقت الذي نريده ، فننهار و نحزن و قد نبكي طويلاً ، لا نتقبل ما حولنا، نرفض كل شيء و بقوة حتى قبل أن نجربه ، نصدر أحكاماً خاطئة غالباً ! أستطيع تشبيه ما نمر به في هذه الظروف بالعاصفة .. فنشعر و كأنها ضربت كل ما فينا فبعثرته و شتته في كل مكان ، نبحث عن وسيلة لتهدئة قوتها و قد نبتعد في بحثنا عن الحل كثيراً ، مع الوقت .. نجد أنه لا مجال للهروب و الفرار من الواقع ، و أن أغلب محاولتنا للخروج منه باءت بالفشل ، فنستسلم (إن صح القول) و نقرر التعايش مع ما نحن فيه .

تمضي الأيام و ندرك أن ما نعيشه ليس سيئاً بالقدر الذي توقعناه ، و الغريب أننا قد نحقق ما تمنيناه و لو كان بقدر بسيط جداً .. فنجد أننا نبتسم مدركين أن كل الأمر كان ( خيرة ) .

نعم إنها الخيرة ! قد لا يعرف الكثير منا أنها تقوينا ، تنعشنا ، تشعل شمعة الأمل فينا ، و الأهم أنها تزيد من محبتها لخالقننا سبحانه و تعالى ..

لعلك تتساءلين عن كيفية حدوث ذلك صحيح؟

تقوينا بأن تجعلنا أكثر إصراراً على تحقيق ما نريد ، تجعلنا أكثر قدرة على التأقلم مع أمور خارجة عن نطاق راحتنا ، تشعل شمعة الأمل بأن غداً أجمل ..

أحياناً تجعلنا نراقب من بعيد .. نراقب البشر (حتى و إن لم يكن ذلك من طبعنا) و الظروف متسائلين ما الحكمة مِن ما حدث، الجميل أن بعد "مراقبتنا" هذه نكتشف أننا تعلمنا كثيراً ، تعلمنا كيف نتعامل مع شخصيات معينة ، كيف نتحاشى المحبطين ، كيف نكون مستقلين بشخصياتنا و تفكيرنا و مبادئنا ، تعلمنا كيف ننكر الخطأ و ندافع عن الحق ، نصبح أقوى في الدفاع عن ما نريد ، نصبح أشجع في الاعتراف بأخطائنا.

تعلمنا كيف أن بعض البشر يحكمون علينا و هم لا يعرفونا ، كيف أن بعضهم يدرك أنه على خطأ لكن لا يقبل بأن يصححه بحجة "الكبرياء" مثلاً ؟

و رغم كل ذلك .. نتعرف على أناس قلوبهم صافية ، عفوية ، مُحِبة ، تدخل السعادة للقلب من ابتسامتها ..

قال صلى الله عليه و سلم : " عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. "

سبحانك ربي ما أرحمك .. و كيف لا يزيد ذلك من محبتنا لخالقنا

يؤجل الله أمانينا و لا ينساها

فلنكون جميعاً على ثقة أن الله سيحقق لنا يوماً ما نريد إن كان ذلك خيراً لنا ، لكن في الوقت المناسب ..



No comments:

Post a Comment