السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
من منا لا يحب أن يجتمع بشخص عزيز على قلبه ، شخص يفهمنا و نفهمه يحترمنا و نحترمه .. نقضي معه ساعات هادئة نتحدث فيها عن كل ما يجول في الخاطر ..
نستمتع كثيراً بهذه الجلسات و نحتاجها بالأصح كل فترة ..
أن تجلس جلسة هادئة و تغلق على نفسك قوقعتك و تبني جدران
عازلة للصوت عن محيطك ، حتى لو لنصف ساعة !
ما فائدة هذه الجلسة ؟ و ما نتيجتها ؟
شخصياً أجد أن من أعظم فوائد هذه الجلسة هي الترتيب ، ترتيب
كل ما يدور في عقلي من أفكار و قلبي من مشاعر ..
لكل إنسان طبع مختلف يتعامل فيه مع المعطيات الخارجية ، لكن
المتفق عليه هو أننا نواجه مواقف و أحداث و شخصيات مختلفة بشكل روتيني فنبني آراء
و أفكار و مشاعر و قرارات مختلفة تجاه كل ما نواجهه .
نستطيع تشبيه ما نقوم به في هذه الجلسة بترتيب مكتبك أو
غرفتك ، قد تتراكم و تكبر فيها الفوضى بصمت تام إلا أن الخطر يكمن في أنها إما قد
تنهار فجأة ، أو أن الأوساخ ستطغى و تدمر لك كل شيء ( حتى ما كان جيد منها ) ، أو
أنك ستحتاج لشيء مهم جداً و ستقضي دقائق طويلة تبحث عنه في هذه الفوضى .. إذاً من
باب الحذر أن نرتبها أولاً بأول !
و كما قال محمد الغزالي : [ ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا
الجهد ؟ ألا تستحق نفسك أن تتعهد شؤنها بين الحين و الحين لترى ما عراها من اضطراب
فتزيله و ما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تُنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟! ]
بالضبط ..
اختصار للكثير في حدود السطرين ..
نحتاج أن ننفرد بأنفسنا ، لنرتب أولوياتنا و نكشف تقصيرنا و
نعزز جهدنا .. نحتاج أن ننفرد بأنفسنا لنفهمها أكثر ! لنتقرب من خالقنا و نقف على
أرجلنا ..
نحتاجها لأسباب عدة ..
جرب لمرة أن تتعهد شؤون نفسك .. و ستشعر بالفرق
No comments:
Post a Comment