Tuesday, October 28, 2014

الضمير


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

حصل و أن كنت مع مجموعة من البنات ، فوجهت إحداهن سؤالاً للأخرى : متى تحاسبي نفسك ؟
كان جوابها : في يوم ميلادي ..
سؤال مهم صراحةً .. هل نتذكر أن نحاسب أنفسنا دائماً أم لا ؟
هل نحتاج لشيء يذكرنا بمحاسبتها كسنة جديدة أو يوم ميلاد أو غيره ؟


قد ينشغل الكثير منا للأسف في محاسبة غيرهم ( و هذا موضوع آخر! ) ، و لكن هل نتذكر بأن أنفسنا أَولى بذلك ؟
أجد أن محاسبة النفس من أقسى و ألطف أنواع المحاسبة في نفس الوقت .. لماذا ؟

لماذا هي قاسية ؟

لأنك الشخص الوحيد الذي لا يستطيع أن يكذب عليك ، فأنت مهما ضحكت على نفسك و أوهمتها فإنك لن تستطيع الهروب أبداً من ذلك الصوت الداخلي الذي يصرخ في وجهك : هذا لم يحدث و هذا خطأ و هذا الصح!
فلا مجال للهرب من الحقيقة فيها ..
بتكذب على مين ؟ على نفسك ؟ مستحيل ! خصوصاً في مسائل الصح و الخطأ و الحلال و الحرام.
و عندما تعترف بالحقيقة ستغضب على نفسك حتماً و قد توبخها.

و لماذا هي لطيفة ؟

لأنك الوحيد الذي تعرف السبيل لقلبك ، تعرف كيف تيقظه من الغفلة التي يعيشها دون الحاجة لصفعه من البداية !
مهما هرب الإنسان من واقع يعيشه فإنه لا يستطيع أن يهرب من نفسه !

المهم .. ( نعود للكلام المفهوم )

سبحان الله ، القدرة على محاسبة النفس نعمة من نعم الله علينا .. نستطيع أن نسمي من يملك هذه القدرة ( صاحب ضمير ) ..؟
و كما قال مصطفى محمود : " إن الضمير نور وضعه الله في الفطرة و مؤشر و دليل و بوصلة نولد بها ، تهدينا إلى الحقائق"
أستطيع اختصار كل هذا الكلام في أن الضمير  أو محاسبة النفس المستمرة تعني أن تستشعر مراقبة الله لك في كل عمل تقوم به مهما كان صغيراً!
أن تتق الله في نفسك و تخاف عليها من المعصية ..
لاحظت أن عدد ليس بقليل من الناس يخاف من محاسبة نفسه أو الاعتراف لنفسه بأخطائه .. صحيح قد تخاف في البداية لأنك ستنصدم .. لكن أن تخاف في الدنيا خيرٌ لك من أن تنصدم بالآخرة ..
أعني بكلامي أن تحاول جاهداً أن تمشي على الطريق الصحيح في الدنيا أفضل من أن تجري في جميع نواحيها و تفعل ما يحلو لك مؤجلاً النقاش مع صوتك الداخلي الذي ينصحك ثم تنصدم من كمية أخطائك ..
الله سبحانه و تعالى أنعم علينا بهذه النعمة لنعود إلى الصراط المستقيم كلما مِلنا عنه..

لا شك أننا جميعاً نحب أنفسنا ، و المحب يخاف على حبيبه .. إذاً اخشى على نفسك من المعصية و دلها للطريق الصحيح دوماً مستعيناً بالقرآن و السنة..  حاول أن تتخلص من روتينك المليء ب "الملذات قصيرة المدى" و ستشعر بالسعادة .
و لا يعني ذلك أن تعتزل الناس و الحياة لا ! بل أن تعرف كيف توازن
لا تفصل الدين عن الدنيا ، استمتع بحدود ما يرضي الله .. و إن أخطأت تب إلى الله و استغفره
إن لم تكن متأكد من أمر ستقوم به اسأل نفسك سؤال واحد : هل يسعدني أن أرى هذا العمل في صحيفتي يوم القيامة ..؟

( أتمنى أن تكون الرسالة وصلت ، و أعتذر إن لم أشرحها بشكل جيد .. فبعض كلام القلب و حديث النفس يأبى أن يُخَط ككلمات )

No comments:

Post a Comment