و لا أعني بالخيال "الهرب" من الواقع لأننا قد لا نكتب لنهرب ، بل لنوصف ما يدور
حولنا من أحداث و ما يملأ قلوبنا من مشاعر لأننا ببساطة نجد أن هذه هي الطريقة
الأنسب لنا في التعبير.
فللكتابة قوة خارقة في تفريغ ما يملأ الإنسان من أفكار و
مشاعر سواء كانت سعيدة أو حزينة ..
فما أن يبدأ الإنسان بالكتابة حتى يأتيه الإلهام من هنا و
هناك ، فيدخل في قوقعة تعزله عن العالم الخارجي "المزعج" حتى و إن كان
محيطه هادئاً ! ليدخل في إزعاج أفكاره الخاصة التي تتدفق في رأسه كالشلال الذي
تسقط مياهه من أعلى الجبل و تصطدم بقوة بالأرض! يدخل في عالم تزاحم الأفكار و
المشاعر ، يشعر و كأن بركاناً سيثور في جوفه قريباً !
يكتب و يكتب و يكتب حتى يفرِّغ كل ما يدور في رأسه من أفكار
و في قلبه من مشاعر ..
يكتب حتى يشعر أن الطاقة التي تملؤه قد انتهت وتم استخدامها
بالكامل ، و كأنه جلس يصرخ لساعات حتى انزاح حمل ثقيل عن صدره !
و ما أن يضع النقطة خلف آخر كلمة يكتبها حتى يهدأ هذا
الإعصار ، و يتشتت الزحام ، و تبرد حمم البركان و يعود للهدوء و السلام.
يكتب و ينصدم عندما
يقرأ ما كتب .. من شدة الدقة في وصفه الذي ظهر بالكتابة و لم يكن يشعر بوجود هذا
الكم من الأفكار أصلاً .. حتى و إن لم يكن كاتباً محترفاً !
ينظر لما كتب كما ينظر الرسام إلى لوحته بعد أن
تكتمل.. يتعمق في معناها الحقيقي و يستمتع بها رغم تعقيدها أحياناً و هو متأكد
أن ثمة أشخاص لن يفهموها و آخرين لن تعجبهم و آخرين سيفهموا العكس منها و و و و
قليل هم من سيفهموه ! لكن لا يؤثر ذلك عليه أبداً ..
بعدها يرتاح ..
يشعر بسعادة لا يدري من أين مصدرها ، و كأن الحياة تجددت نوعاً
ما .. و كأنها أضافت له صفحة بيضاء جديدة بخيال واسع و آفاق متعددة.
يتنفس بعمق و يبتسم ثم يمضي في يومه و يعود لطبيعته و كأن
شيئاً لم يحدث.
هذا الشعور ، و هذه القوة لطالما شغلتي .. ما السر يا تُرى
؟
رغم أنني لست بكاتبة محترفة .. فأنا أستعين بالكتابة لأفرغ
أفكاري فقط ..
إلا أنني أستمتع بهذا الشعور .. و أشتاق إليه حين يطول
غيابه عني ..
ما السر يا تُرى ..؟!
انتي مبدعه لماذا توقفتي عن الكتابه؟
ReplyDeleteحقيقي جمال تعبيرك عن الكتابة م توصغي م يجول بداخلك فقط وانما تعبري عن ما يجول بدواخلنا موفقه بكون اقراء لك كل ما شعرت للهفة القرائة
ReplyDelete