السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لماذا ينتابنا الخوف دوماً من أن نمنح الحب أو
العطاء لمن لا يستحقه ؟
لماذا نستمر بالسؤال : هل يستحق حبي و عطائي ؟
ماذا قدَّم لي بالمقابل ؟
شخصياً لا أملك جواباً صحيحاً .. و لا أعرف
السبب .. لكني أتساءل أيضاً ، و أرد على نفسي في بعض المواقف ..
لماذا نخاف ؟ أو بالأحرى من ماذا نخاف ؟
و كأن للعطاء و الحب حدود !
و كأنهم مخزون سينتهي عند عتبة شخص !
لو لم نقابل من لا يستحقون لما تعلمنا دروساً في
حياتنا ..
العطاء لدى الإنسان لا يجف ، إن قدَّمت حباً أو
خدمة أو تقديراً لشخص ما ثم اتضح لك بعد فترة أنه (لا يستحق) ما قدمت له لأي سبب
كان، هل ستكون قد خسرت شيئاً عظيماً ؟ هل سيؤثر ذلك عليك مدى الحياة ؟ قد يؤثر فيك
لفترة من الزمن لكنك ستتجاوزها بلا شك .. لأن الأثر سيكون نفسي
لا أعني بذلك أن تستمر بالعطاء لمن لا يهمه
أمرك أبداً ، يعني اعط بحدود المعقول ..
لا تندم أبداً ، كل شخص يعلمك درس .. نتعلم من
بعضنا البعض الكثير الكثير ! مسكين من يستغل مواقف الاختلاف كهذه بالغيبة و
النميمة و الشتم و الغضب ! و محظوظ من تعلم الدرس و سامح !
أجدني أسأل نفسي أحياناً .. لماذا أساعد ؟ لماذا
أعطي ؟
و لا أجد جواباً إلا : و لماذا لا أساعد ؟ و
لله الحمد لدي المقدرة على المساعدة ، و لعلي بمساعدتي هذه أفرج كربة أو أسعد قلب
، أو لعلي أُوضع في موقف من طَلب المساعدة يوماً .. فهل سيسرني أن لا يساعدني أحد
؟
العطاء شيء رائع ، له لذة و سعادة لا يشعر بها
إلا صاحبها ..
قرأت مرة عبارة : " لا تتوقف أبداً عن
العطاء بحجة أنه لا أحد يستحق! ماذا عنك ؟ ألا تستحق أن تشعر بلذة العطاء ؟ بلى
تستحق و كل الناس يستحقون. "
الأسئلة التي تراودنا ما هي إلا استفسارات العقل
..
اعط من قلب و اجعل نيتك خالصة لله وحده ..
لا أجد أنه من النافع أن نسأل أنفسنا هذه
الأسئلة دائماً .. ربما هي مفيدة من فترة لأخرى لكن ليس بشكل دوري و دائم ..
ليكن عطائك نابعاً عن حب ، خالصاً لوجه الله
تعالى ..
وقتها .. لن تنتظر مقابل من أحد ..
لا تعقد الأمور ..
إذا أخلصت نيتك لله ، فاعمل و انسى أنك عملت ..
لأن الله لا يضيع أجر من أحسن
احسن وان لم تجز حتى بالثنا
ReplyDeleteاي الجزاء الغيث يبغي ان هما