Wednesday, January 27, 2016

اللغة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كثيرًا ما تخوض اللغة معارك ضد المشاعر والأفكار..
لا أعرف من يبدأ منهم بالعراك أولاً.. لكني متأكدة أن السبب يتعلق غالبًا بالتعبير عن الذات.

بعض المشاعر والأفكار مهما حاولت شرحها تبقى ناقصة وغير مكتملة، لا تبدو بعد شرحها كما هي داخلك.
أؤمن أحيانًا أن اللغة (أو كلماتها بالتحديد) تضيع الجوهر والمعنى.
كيف؟
تخيل نفسك تمر بأسعد لحظة في حياتك، لحظة جميلة جدًا! سعادتك فيها ملأت الكون
و الكلمة الوحيدة التي تجدها للتعبير عن شعورك هي: أنا سعيد أو "مبسوط"، ممزوجة بابتسامة عريضة ولسان يردد الحمدلله دون توقف وطاقة مفاجئة تمكّنك من الركض لأميال!
سعادتك التي وصلت للسماء.. حصرتها في كلمة. سعيد..
لو ركزت للحظة ستجد أن (سعيد) لا تكفي، وأن مشاعرك تتعدى حروفها الأربعة.
لكنك ببساطة لا تجد الكلمة المناسبة.
وليس في ذلك عيب..
بعد تفكير.. اكتشفت أن ليس كل ما في البال قابل للشرح..
ننسى أحيانًا أن بين اللغة والمشاعر اختلاف.. إحداهما مُنظمة بكلمات منمقة والأخرى في عالم داخلي.. غير قابل للشرح
أحيانًا.. تكون الأمور أجمل عندما نشعر بها فقط.. دون محاولة حصرها في حروف، لأن الشرح سيفقدها معناها.. سيشغلنا عن الاستمتاع بها..
لعلها حاجة الإنسان لمشاركة لحظاته مع غيره التي تجعل من هذا الأمر عظيماً.. لكن لمعة الأعين تنجح في إيصال الرسالة غالباً..

نستطيع الاستغناء عن الكلمات في بعض المواقف..  لأن الصمت يحكي الكثير..

3 comments:

  1. كتاباتج حلوه ❤️❤️❤️

    ReplyDelete
  2. موضوع جميل جداً، ولأمَر أن المشكلة تتفاقم حين تكون اللغة أصلاً قاصرة عن التعبير. فتخنقه الكلمات من جهه ولغته الفقيرة من جهة أخرى. تذكرت الكاتب شكسبير -الأديب الإنجليزي المسرحي المعروف- سبق أن قرأت أنه ضاق ذرعا بلغته الضيقة؛ فاخترع عشرات الآلاف من الكلمات التي يعبر فيها عن مشاعره واستخدمها في مسرحياته. وبعضها لا يزال يستخدم إلى الآن! 

    ReplyDelete