Friday, January 22, 2016

تحدث عن نفسك




تحدث عن نفسك ..
طلب تستصعبه أحيانًا، خصوصًا إذا جاء على غفلة
وكأنك فجأة تنسى نفسك ولا تذكر منها سوى أن اسمك (فلان)..

كيف؟
و لماذا؟
هل لقلة معرفتك بنفسك؟ أم لأن "مداح نفسه كذاب"؟ أو لسبب آخر نجهله جميعًا...؟
تارة تشعر أنك بحاجة لتجهيز مسبق، وتارة أنك بحاجة لأن تسأل شخص آخر عن نفسك، وأخرى بأنك مستعد تمامًا!
لماذا؟
لعله شعور بأنك:
- ملزوم أن تعطي أكبر قدر من المعلومات عن نفسك كي تستوفي جميع جوانب السؤال.
- عدم رغبتك في انقاص معلومة بسيطة قد تحدث فرق، مثلاً: عاشق للقهوة، تحب القراءة، فنان، ... (تشكل هذه المعلومات قفزة إيجابية في التصور الذهني عند بعض الأشخاص)
- يجب أن تظهر أفضل ما فيك
- أو لعله الخوف من رأي أو حكم من أمامك عليك.
تكثر الأسباب و يختلف التعليل مع اختلاف جدية الموقف وشخصية الفرد أيضًا.
فكلما كان الشخص مدرك لتفاصيل الموقف والطلب، سهلت عليه الإجابة، فمقابلة عمل تختلف عن مقابلة أشخاص جدد وعن تطفل شخص ليعرف المزيد عنك دون سبب..
وإدراك الشخص لمواطن قوته/ضعفه، سرعته في التفكير وثقته بنفسه، كلها تؤثر على إجابته أيضًا.
صراحةً، لا أستغرب أحيانًا من استثقالنا لهذا السؤال؛ لأن الإنسان عبارة عن عالم! قد يجهل ما في نفسه أحيانًا لأنه لم يستكشفها بعد، وقد يبحر في عالمه فيتوه!
فكيف له أن يستحضر معلومات عشوائية من هذا العالم ويختار المناسب منها في دقائق أو ثواني؟
لكن في نفس الوقت، لا أستطيع أن آخذ هذه الفكرة كعذر لعدم معرفة الجواب..
(يجب أن يكون الإنسان ملمًا ومستحضرًا للمعلومات الأساسية والعامة التي تناسب أغلب المقابلات)
نعود لسبب استثقالنا للسؤال..
أتساءل أحيانًا..
كيف للأنا أن تختفي في موقف كهذا؟
الأنا بطبيعتها تحب الظهور، وللإنسان سلطة عليها، فإما أن يسمح لها بالتمادي أو أن يحكم عليها بالكبت.
ولعل استثقالنا للطلب ناتج من محاولتنا لضبط الأنا لتكون بالوسط..؟
الله أعلم.
لكن نصيحة:
في المرة القادمة التي يطلب منك أحدهم أن تتحدث عن نفسك وقبل أن تبدأ بالإجابة، عليك أن تسأل نفسك عدة أسئلة سريعة لتعرف حدود الحوار.
ما نوع الطلب؟ ما الغرض منه؟ هل التفاصيل ضرورية؟ ما هي الخطوط الحمراء؟ ما الذي يريد أن يعرفه الطرف الآخر؟
و ذلك لتجنب ذكر تفاصيل لا داعي لها.

وقبل هذا كله ..
جرب أن تسأل نفسك هذا السؤال.. من أنا؟
تحدث عن نفسك لنفسك. سيفيدك بلا شك.

5 comments: