Sunday, June 21, 2015

العلم و الثقافة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..


كلمتان لطالما اقترنتا ببعضهما في قاموس مصطلحاتي، ولم أشعر يومًا بالحاجة إلى التفكير عميقًا فيهما إلا عندما شاركت في مسابقة قرائية ..




*مناسبة التدوينة:
مررت بعدة مواقف، سمعت تعليقات، و قرأت كتب جعلتني أفكر بعمق في استخدامنا لهذه الكلمات و ما إذا كان حكمنا على بعض الأشخاص صحيح أم لا

نبدأ بالتعريف:
العِلم: هو إِدراك الشيء بحقيقته.
الثقافة: من ثَقِف أي فهم
كما أنها: مجموع السمات الثقافية التي توجد في زمان ومكان معينين ( مثال: ثقافة المجتمع )
لنتحدث عن الثقافة بشكل عام أولاً:
ذكرت أن من تعاريف الثقافة أنها: مجموع السمات الثقافية التي توجد في زمان ومكان معينين 
فهل يعني ذلك أن الثقافة إيجابية دائماً؟ أو أن علينا أن نحترمها حتى و إن كانت مخالفة للشرع أو خاطئة بشكل ما؟
لا..
الثقافة تتغير مع مرور الوقت أصلاً، فهي أمر غير ثابت.. يبنيها أفراد المجتمع غالباً، و هم من يحددون ملامحها و يرسمونها، و الإنسان يخطئ..
أصبحت لكل بلد ثقافة، بل لكل مدينة و بلدة و قرية ثقافة مختلفة.. ومن غير المنطقي أن يكونوا كلهم على صواب.
خلقنا الله بعقول لنفكر و لنتبع الشرع الذي شرعه سبحانه، لا لأن نمشي معميين خلف ثقافة قد تكون غير منطقية أحياناً.

طيب ..
 ماذا عن ثقافة الإنسان؟
و ما علاقة علمه بثقافته؟
من استنتاجي الخاص أرى الآتي:
الإنسان يبدأ ببناء المعرفة و هي معلومات عامة و غير متخصصة عن مواضيع مختلفة. ثم يرتقي إلى مرتبة العلم، فيتخصص في موضوع ما و يعرف علاقته بغيره و يفهمه فهمًا جيداً. و أخيرًا تأتي الثقافة، و هي الفعل المترتب على العلم و تظهر في تصرفات المرء و طريقة حديثه.
يعني: معرفة ←  علم  ثقافة
أي أن الثقافة تأتي كحصيلة لعملية التعلم.

من هو المثقف؟
غالبًا ما نتسرع باطلاق لقب "مثقف" على صاحب المعلومات الكثيرة، القارئ، الحاصل على شهادات عليا، أو من يتحدث بين الناس في المجالس ( و كلما زاد الغموض في كلامه زادت نسبة "ثقافته" لدى الآخرين ) و غيرها. 
و كم مرة صُدمنا بسطحية فكر أو عدم لباقة شخص ظننا مسبقًا أنه "مثقف" لسبب من الأسباب؟

برأيي المثقف هو من يحسن استخدام ما لديه من علم و مهارات فيما ينفع به نفسه و دينه و مجتمعه و وطنه.
هو الذكي الذي يعرف كيف و لمن يعيد توجيه الرسالة التي تعلمها، هو من يفكر و يحلل ثم يستنتج.

ليس من يقرأ كثيراً؛ لأسباب منها:
-         قد يقرأ كتب محتواها سطحي لا تضيف لعقله شيئاً
-         قد يكون كالإسفنجة يمتص ما بالكتاب دون أن يفكر فيه أو يحلله
ولا صاحب الشهادات؛ فما فائدة الشهادات إذا كان الحاصل عليها لا يمثل الدرجة العلمية التي وصل لها؟ أو كان لا يستخدم علمه فيما ينفع؟
ولا المتحدث؛ لأن الإنسان ببساطة لا يجد صعوبة في أن يتكلم فيما لا يفهم.


إذًا، هناك فرق بين أن تعلم و أن تكون مثقفاً!
العلم ينير عقل الإنسان و يرتقي به و يجعله قادراً على استيعاب ما يدور حوله، و إن احترم الإنسان هذه الإضافة العلمية سيصعد لمرتبة الثقافة بإذن الله بحسن تصرفه.

 أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت، و أعتذر على التقصير.

1 comment: