السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
في أحد الأيام و بينما كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي
بعمق ، لفتني شيء عجيب ..
أصبح الناس فيها كالآلات المبرمجة التي تعمل و تنطفئ في نفس
الوقت. ( و لا أعمم )
فنجد أنه في فترات محددة ينصب اهتمام أغلب الناس على موضوع
معين دون غيره ! أغلبهم دون مبالغة ! كبيرهم و صغيرهم !
ولا أنكر أن بعض هذه المواضيع مفيدة ، إلا أن الهدف من
فعلها يكون لمواكبة " الموضة " و ليس عن قناعة و علم بالفوائد..
للأسف أصبح كل شيء يندرج تحت عنوان ال "موضة" ! الموضة
التي يخترعها مجموعة من الأشخاص لأسباب نجهلها و مع ذلك نرى الأغلب يتبعها :/ !
ما أراه الآن هو أن أغلب "المشاهير" ( رغم أنني لا أحب استخدام هذه الكلمة ) يُرَوِّجون
للاشيء ! حساباتهم عبارة عن زيارة مطاعم أو محلات تجارية أو معارض نادراً ما تكون
هادفة. قد يستمتع المتابع بها لبعض الوقت لكنه يصل لمرحلة يتساءل فيها " ايش شغلة هذا الإنسان ؟! " ، و يشعر أن
حياة هذا الشخص مليئة بالأحداث الخارجية لكنها خالية من الداخل ..
( و لا أنكر أيضاً أن حسابات البعض مثرية كونهم
يعطون الناس معلومات عن تخصصاتهم أو يعرضون قصص ملهمة و غيرها .. )
و كأن الجميع احترف نفس المهنة فجأة ! ..
أصبح من الصعب التفريق بين الوجوه و الأصعب فهم التوجهات و
الأهداف ..
قلّت المعايير و غرقت العقول في سطحية الأفكار ، نسوا
الجوهر و اهتموا بالمظهر من أجل جذب المتابع ، و كأن كثرة المتابعين دليل نجاح !
نعم أصبحوا كالآلات التي فور أن تنتهي من صناعة منتج ، تبدأ
في صناعة الآخر دون أن تسعى لفائدة حقيقة تثري عقل المتابع.
أصبحت هذه الظاهرة مشكلة لأن الكثير أصبح يعتقد أن الشهرة
هي دليل النجاح ، و أن السطحية هي دليل الثقافة !
لم يعد الموضوع محدود بأشخاص يعرضون يومياتهم ، الموضوع
أكبر من ذلك ..
الترويج للا شيء هو الترويج للفراغ الفكري !
No comments:
Post a Comment