Tuesday, December 23, 2014

الإنسان ضعيف و المؤمن قوي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. 


" الإنسان ضعيف "
" المؤمن قوي "

أحياناً .. يمر الإنسان بظروف تجعله يفكر في كل كلمة ينطقها بعمق .. 



مررت بإحدى هذه الظروف من سنة تقريباً أو أكثر بقليل ..
سألت نفسي : مو كأن العبارتين ( الإنسان ضعيف ، المؤمن قوي ) عكس بعض ؟! بس احنا نستخدمهم اثنينهم و كلهم يعبروا عن حالنا بشكل دقيق نسبياً .. ؟!

استرجعت الموقف الذي عشته ، و استرجعت شعور الضعف و العجز الذي سكنني لأيام ..
جلست أفكر كيف تغلبت على هذا الشعور..؟
( ايش الشيء اللي سويته و خلاني حتى ما أخاف ؟! )
 تذكرت قلقي و تفكيري ..
و تذكرت معهم دعوة بسيطة قصيرة .. كنت أرددها باستمرار و أتوتر عندما تمر لحظة يسكت عن ترديدها لساني أو قلبي ..
يا رب قوّيني ، يا رب قوّيني ، يا رب قوّيني .......................

يا رب !! 
يا رب كانت الكلمة السحرية .. !
و ليتني أستطيع أن أوصف لكم شعوري وقتها .. 
تخيل أنك حزين جداً ، متألم ، قلق ، شغلك التفكير لدرجة كرهت فيها سماع كلمة ( تفكير ) ! ، " تخيل إنك ما تعرف ايش مفروض تحس !! " < ( وصلت لهذه الدرجة ) ..

و فجأة تنطق بكلمة يا رب .. 
تشعر أن العبرة التي تخنقك بدأت تتلاشى .. 
تشعر أن انقباض قلبك قد خف .. 
تشعر أن أحداً قد حمل عنك الهم الثقيل الذي ملأ صدرك .. 
تشعر أن ضعفك تحول لقوة فجأة !!
ببساطة تشعر بالأمان و الراحة .. 
تشعر أنك لست وحدك و أن لكل مشكلة حل .. 
أن كل شيء بسيط و أنت بقرب هذه القوة العظيمة .. 

الشعور لا يوصف .. فجأة رجعت أنا الطبيعية ، لا  .. بل أنا أقوى من التي اعتدت عليها !

أيقنت وقتها أن المقولتين لم تكذبان .. 
نعم الإنسان ضعيف بدون إيمان 
و المؤمن قوي لأنه مع الله !

خُلقنا ضعفاء ! لكن رغم ذلك هناك من يقوينا .. خالقنا ! فلا حول ولا قوة إلا بالله !
الجملتين مرتبطتان ببعضهما البعض نوعاً ما ..
فكلنا إنسان و أقلنا مؤمن ..
كلنا ضعفاء لكن أقلنا من يلجأ لله و يتقوى بالإيمان و الطاعة ..

كم مرة نتذكر أن نكون مؤمنين حقاً حتى في أوقات الرخاء ؟
كم مرة نؤمن فوراً أنها خيرة عندما نتعرض لظرف لا يعجبنا ؟
كم مرة نصبر حتى على أحلامنا التي طال إنتظارها و نؤمن بها؟

ما دمت مع الله فأنت قوي !
و كيف لا تكون قوي و أنت مع خالق الكون و مالكه ؟!

استشعر أن هناك من يحميك و يسمع دعائك .. 
استشعر نعمة أنك مسلم و أن الله معك .. 
نحن ضعفاء من دون الله !!!

تذكر موقف كنت ضعيف فيه .. تذكر نفسك و أنت تدعي ، و استرجع شعورك و راحتك بعد الدعاء و ستفهم قصدي بلا شك..

الإيمان و الدعاء يمنحا الإنسان قوة لا مثيل لها ، قوة تمكنه من التغلب على كل شيء مهما كانت صعوبته !


استشعرها فقط ..  

1 comment:

  1. جزاك الله خيرا
    مدونة جميلة

    ReplyDelete