سبب التفاؤل ..؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا تكاد تخلو حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة تويتر من "حلطماتنا" ..

إلا أن البعض يبالغ في هذه الحلطمة فبمجرد أن ترى اسمه في التايم لاين تشعر أنه انقلب لحزن ، و ما أن تفتح صفحته حتى تشعر و كأن غيمة سوداء خيمت فوقها ..

نظرة هؤلاء الأشخاص قد لا تكون سوداوية أو سلبية بحته ، فقد يكونوا اعتادوا التذمر على أتفه الأمور ، لكن لعلهم لا يدركون أن التذمر يؤثر بشكل سلبي و مباشر على مزاجهم و طريقة تعاملهم مع الأشياء.

توجد فئة من هؤلاء الأشخاص يشعرون أن الشخصيات الإيجابية أو المتفائلة "سخيفين" أو "مبالغين" ( أعتذر صراحة ) لأنهم يعيشون في عالم شبه خيالي كما في أفلام الكرتون ، في مدن فوق السحاب بيوتها من الحلوى و البسكوت و أنهارها من الشوكلاته و غيومها من غزل البنات ! -.-

و أنهم يتجاهلون ما يحدث في العالم الخارجي من عنف و ظلم و غيرها من الأمور السيئة.

فدائماً تتكرر الأسئلة عن سبب هذا التفاؤل و هذه السعادة التي تملأ حياتهم.

طيب ..

سؤال ..

كيف لا أتفاءل و الله ربي ؟

الله أرحم بي من أمي التي أنجبتني ! في كل أمر يكتبه لي خيرة أجهلها أنا و يعلمها هو سبحانه .. الله الذي كرر في كتابه مرتين ﴿ إن مع العسر يسرا ﴾ !

كيف لا أتفاءل و الإسلام ديني ؟

دين اليسر و العفو و المحبة الذي يكتب لي الأجر حتى في ألمي و مصيبتي !

إذاً لماذا التشاؤم ؟

صحيح قد تسوء أحوال واقعنا كثيراً ، لكن لكل شيء في العالم جانب جميل ، فبعد الظلام نور و بعد الفشل نجاح و بعد الحزن فرح ..

بدل أن تضيع وقتك في التذمر على أمور لن تدوم إلا لدقائق معدودة ، اغتنم وقتك في النظر للجانب الآخر من الصورة و ابحث عن جمالها و ابتسم .. فكم من زهرة شقت طريقها بين الصخور الخشنة و كم من بسمة كانت سبباً في جعل يوم أحدهم سعيد.

الابتسامه و السعادة معديتان ! فما أن تبدأ بشخص حتى تنتقل لآخر..

لا تدري لعل سعادتك تصل لقلب محتاج لها فتأتيك دعوة في ظهر الغيب تبدد أحزانك بدورها .. و لعل كلمة طيبة تلقيها على مسامع شخص فتكون سبباً بعد الله في اسعاده أو تشجيعه على الخير.

أكثرنا يطيل النظر في النقطة السوداء متجاهلاً المساحات المغطاة باللون الأبيض النقي !

ابتسم ! و استمتع بكل صغيرة تدور حولك ..

تأمل ! و اقترب من الله و استشعر وجوده معك أينما كنت ..

قوي إيمانك ! و استشعر أن كل ما كتبه الله لك خيرة من عنده حتى و إن عاكس ما حدث إرادتك ..