Wednesday, June 18, 2014

انتقوا كلماتكم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

غالباً ما يتسرع الإنسان بالحكم على من أمامه مثل : ( لحجي ، مو مرتب ، غبي ، ايش هالتفكير ، إنت لي كذا ، ......) و غيرها من الألفاظ التي لا أملك كلمات لوصفها صراحة.
طيب السؤال هو : على أي أساس بنى هؤلاء الأشخاص أحكامهم ؟ هل هناك قاعدة محددة مشوا عليها ؟ 


الجواب هو : لا طبعاً ! ليس هناك قاعدة ولا غيرها ، الحكم تم "بالمقارنة الغير صحيحة" إن صح القول ، حكم هذا الشخص على غيره على أساس قواعده و ذوقه الشخصي
شخصياً .. عندما أتلقى مثل هذا "النقد" أو التعليق ، أتضايق بشدة ليس لأنني صدقت ما يقال عني و تحطمت أو أنني أنحرج لا .. بل لأني أتساءل بأي حق حكمت علي يا هذا ؟ على أساس ذوقك و تفكيرك ؟
أولاً : لنضع بعين الاعتبار الاختلاف ..  الأذواق ، وجهات النظر ، البيئة ، التفكير و غيرها من الأمور كلها تختلف ! و قد نجد اختلافاً واضحاً بين شخصين يعيشان في البيت نفسه و يدرسان في المدرسة نفسها و يتلقان العلم نفسه بل قد يكونان توأمان إلا أن لكل واحد منهم سجية تختلف كل الاختلاف عن الآخر ! فليس من حق أحد أن يحكم على غيره على أساس ما يناسبه هو !
طيب الله خلق و فرق ! أنا هي أنا بكل ما فيني ! و لا يعني ذلك عدم تقبلي للنقد ، بالعكس أرحب به و أقدر من يكون صريحاً معي في عيوبي .. لكن لا تنقد و تسكت ! لا تقول : " إنت @$(&$()" و تسكت !
لو كنتَ على حق انصحني! ساعدني على التخلص من العيب الذي تراه فيني ، اقنعني لماذا ترى تصرفي خاطئاً .. لا تنتقد لمجرد النقد فقط ! 

ثانياً : متأكد من أنك على حق ؟
هل فكرت يوماً بأن الشخص الذي نعته ب "الغبي" قد يكون بالواقع أذكى منك بمليون مرة ؟ لكن ليس بالمجال نفسه ! قد تكون عبقرياً بالرياضيات و "الغبي" عبقرياً بغيره !
هل فكرت يوماً أن ال"لحجي" الذي اغتبته و نقدت طريقة لبسه أو غيره أنه ببساطة يملك ذوقاً مختلفاً عن ذوقك و أن غيرك يراه جميلاً و يراك أنت لحجي ؟
طبعاً هذه من أبسط أو حتى أتفه الأمثلة التي من الممكن أن تُضرب ..

طيب أنا أبداً لا أنكر أن نقدك قد يكون نابعاً من حب و اهتمام أو أنك قد تكون على حق.. لكن اختيارك السيء لكلماتك أحياناً ينفَّر الناس منك و يؤدى إلى ضرر أكبر ..
لذلك انتقوا كلماتكم ! قولوا خيراً أو اصمتوا ! هذبوا ألسنتكم .. الكلمة كالسهم ينطلق فيصيب ! و لا سبيل لإرجاعه أو محي الحفرة التي خلفها..
و أكرر مرة أخرى و الله لا أنكر أن نقدك قد يكون في محله و أن تكون على حق .. انصح و انقد ، لكن ليكن نقدك ليناً يُصلح لا يهدم و يزعج و ينفِّر !
جرِّب الكلمة على نفسك قبل أن تلقيها على غيرك .. و لا تُصدر أحكاماً لا تريدها أن تُأخذ بحقك ! و إن كنت ترى أنك محق بحكمك فاختر من الكلام أطيبه و من الأسلوب ألينه و اشرح و ناقش و اسمع وجهة النظر الأخرى ليكون لكلامك واقع أكبر .. 

كلنا نخطئ ، كلنا نحتاج للنصيحة ، و كلنا بحاجة لشخص ينبهنا و يصارحنا بعيوبنا و يساعدنا على الارتقاء بأنفسنا .. لسنا مثاليين ..
ساعدني و لا تزعجني بكلامٍ فقط رجاءً !

و تذكر أن الكمال لله وحده ..

No comments:

Post a Comment